في ذكرى ميلاد “صاحب العبقريات”.. تعرف على أشهر المعارك الأدبية للعقاد وقصص حبه الضائع
قال عنه أنيس منصور في كتابه”في تلك السنة هؤلاء العظماء ولدوا معاً”، :”استاذنا العظيم عباس محمود العقاد، شغلنا عن العظماء من حولنا.. فلم نكن نرى غيره، ولا نسمع سواه، ولا النور إلا في حضرته، ولا الحكمة إلا عندما نسترجع ما قال وما يمكن أن يقول”.
وقال عن نفسه:”لقد حاربت ضد الأقوياء، وهذه أوعر مسالم الحروب.. الشعراء في جميع الميادين، الشيوعية، الصهيونية، والاستعمار والتبشير والمتجرين بالدين، والمستغلين لدعوى الإسلام، كما حاربت طغيان أصحاب المال، وطغيان السياسة من جانب القصر، ومن كل جانب في بلادنا والبلاد الخارجي”.
وقال عنه سعد زغلول “كاتب جبار المنطق”، ووصفه إبراهيم عبد القادر المازني إنه “بحر بلا انتهاء”، هوعملاق الفكرالعربى، راهب محراب الأدب، أحد الأعلام البارزة في الأدب العربي الحديث، وأهم كتاب القرن العشرين في مصر، أديب، شاعر، مؤرخ، صحفى، فيلسوف، ناقد عربى، سياسى، إنه “صاحب العبقريات”.
ولد عباس محمود العقاد في محافظة أسوان في صعيد مصر في يوم الجمعة الموافق 28 يونيو 1889م، وعلى الرغم من أن شهادة الميلاد التي استخرجها من دار المحفوظات تُثبت مولده في الأول من يوليو من عام 1889م إلا أنه احتفل بيوم مولده دائماً في 28 يونيو، وعندما سُئل عن السبب أجاب أنه يثق في ذاكرة والدته وصدقها، والتي أقرت له أنها ولدته قبل أول الشهر بيومين، ولم يكن والده قد حصل على مرتبه، أمه من أصول كردية، بينما والده من دمياط، وكان يعمل موظفًا بسيطًا بإدارة السجلات، تلقى مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم بالكُتاب، ثم التحق بمدرسة أسوان الابتدائية وحصل على شهادتها 1903، ولم يكمل تعليمه، إلا أنه كان يتردد مع والده إلى شيوخ الأزهر فتلقى عنهم الكثير من العلوم والمعارف فأحب القراءة والعلم في صغره، اعتمد فقط على ذكائه وصبره للتعلم والمعرفة حتى أصبح صاحب ثقافة موسوعية، ليس بالعلوم العربية فقط وإنما العلوم الغربية أيضًا، وأتقن اللغة الإنجليزية من مخالطته للأجانب من السائحين المتوافدين لمحافظتي الأقصر وأسوان، مما مكنه من القراءة والإطلاع على الثقافات البعيدة.
عمل كموظف حكومي في المديريات، ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف، لكنه استقال منها واحدة بعد واحدة حتى توفي والده، فانتقل بعد ذلك إلى القاهرة واستقر بها والتحق بمدرسة الفنون والصنايع، وعمل في الصحافة، وتتلمذ على يد المفكر والشاعر الأستاذ الدكتور محمد حسين محمد، فعمل فى جريدة “الدستور” عام 1907م حتى توقفها، ولفت الانتباه بحوار أجراه مع الزعيم سعد باشا زغلول.
تعرض لأزمة مالية في 1909م اضطرته لبيع ما لديه من الكتب والعودة إلى أسون، وعاد للقاهرة مرة أخرى في عام1911م، وشارك في تحرير “البيان”، وكتب فصولاً نقدية في مجلة “عكاظ”، وتوطدت علاقته في هذه الفترة مع إبراهيم عبد القادر المازني وعبد الرحمن شكري، وأصدر مع المازني كتاب “الديوان في الأدب والنقد” عام 1921م، وهاجم فيه أحمد شوقي وشعره، وهاجم المازنى فيه الأعمال النثرية للمنفلوطي.
وأصدر مجلة بخطّ يده لكثرة اطّلاعه على العديد من المجلّات والصُّحف القديمة، وكتب في المؤيد، والاهالى، والأهرام ، وانشأ مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري “مدرسة الديوان” وكانت من أنصار التجديد فى الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق، واشتغل بالتدريس في المدارس الحرة عام 1916م.